الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

اتجاهات المجتمع نحوذوي الحاجات الخاصة..


مقدمة:
 




تحتل الاتجاهات مكانا هاما في تحديد سلوك الأفراد تجاه بعضهم البعض ، فهي تؤثر في إدراكهم للمواقف والأحداث التي تربطهم بالآخرين ، وفي حكمهم علي تلك المواقف ، كما أنها تؤثر في الكفاءة والدافعية لعمل شيء ما ، وتساعد في تحديد طبيعة العلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم البعض من خلال درجة ميلهم نحو تلك العلاقات ، بل توجههم نحو اختيار الفلسفات التي سيعيشون وفقها في المجتمع , وبما أن الاتجاهات هذه مهمة في التأثير على تفاعل الأفراد فيما بينهم فإنها بالتأكيد ستحمل أهمية أكبر عندما يكون هذا التفاعل نحو المعاقين ، ذلك أن الاتجاهات هنا ستؤثر في طبيعة التعامل معهم وبالتالي قبولهم في المجتمع من عدمه . و لما كانت الاتجاهات واحدة من المحددات الأساسية للسلوك ، فأنماط السلوك المتوقعة من الآخرين نحو المعاقين تتأثر بشكل كبير بطبيعة الاتجاهات السائدة نحو المعاقين من الأفراد غير المعاقين , حيث أن ذلك يؤثر على الفرص المتاحة للمعوقين للتفاعل مع المجتمع ومؤسساته المختلفة المتاحة . وإزاء الاهتمام بتطوير الخدمات التأهيلية للمعوقين تظهر الحاجة إلي التعرف على الاتجاهات السائدة نحو المعاقين حيث تعددت الإعلانات العالمية حول المعاقين ورعايتهم ، وكثرت تلك المناسبات التي ترفع شعارات باسم الدفاع عنهم وعن حقوقهم . فهناك " اليوم العالمي للمعاقين " و "السنة الدولية" و" العقد العالمي والعربي للمعاقين" . ولهذه المناسبات أهميتها ، إذ أنها تلفت انتباه الدول بمؤسساتها ومرافقها إلي قضايا المعاقين، كما أنها تطرق أبواب المناداة بضرورة الاهتمام بقضاياهم وتذكيرهم بأنهم جزء من هذا الكل ( المجتمع)

أولاً: التحديات التي تقف في وجه الاعتراف بحقوق ذوي الحاجات الخاصة:

 1-نقص الإحصاءات والمعلومات والبيانات حول حجم، وأنواع، وحاجات، وتحديات الأشخاص ذوي الإعاقة.
الاتجاهات المجتمعية نحو الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة.2-
3-الفقر والمديونية ومحدودية الموارد,,حيث يتمثل ذلك في 
أ_بعدم كفاية الدخل لتلبية احتياجات الأفراد الأمر الذي يؤدي إلى الإهمال والإقصاء وزيادة التهميش الذي تعاني منه هذه الفئة داخل مجتمعاتها.
ب_ عدم قدرة الدولة والمجتمع على تبني مشروعات لتطوير أوضاع الفئات المهمشة ومنهم المعاقين
.
4-تدني مستوى اهتمام المنظمات الدولية بقضايا الإعاقة
5-تدني مستوى الوعي الصحي وعلاقته بالإعاقة
6-تدني مستوى مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقات ومنظماتهم في الأنشطة الاجتماعية.
7-ضعف مستوى التنسيق والتعاون بين بعض الحكومات و منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة .

ثانياً: اتجاهات المجتمع السلبية نحو ذوي الحاجات الخاصة:
اتجاه التجنب والابتعاد
اتجاه السخرية وإطلاق المسميات السلبية
اتجاه الرفض ويظهر في
اتجاه الفضول والمراقبة
اتجاه الدونية
ثالثاً: أثر اتجاهات المجتمع السلبية على ذوي الحاجات الخاصة:

 1-الشعور بالفشل والانسحابية والعدوانية وضحالة الميول والاهتمام واضطراب مفهوم الذات وعدم الاتزان الانفعالي وتتشكل لديهم ردود فعل عاطفية وانفعالية سلبية
2-ظهور المشاعر غير المتزنة وعدم توجيه المشاعر تبعا للمواقف الخاصة.
3-الشعور الزائد بالعجز والإحساس بالضعف والاستسلام للإعاقة والقلق والخوف من المجهول وعدم الشعور بالأمن وعدم الاطمئنان إلى حالتهم أو للغير.
4-عدم التوافق النفسي الذي يسبب انحرافاً سلوكياً مثل العدوانية والغش والسرقة والكذب والشجار والعزلة والتبعية والعنف والشراسة والتذمر والنقمة والقلق والخوف.
5-فقدان في الشخصية مثل الشعور بالنقص والعصبية الزائدة وعدم تقدير الذات والقلق وسرعة الإثارة والخجل المفرط, وتوجيه العدوانية والإنكار..الخ أو سيادة مظاهر السلوك الدفاعي مثل التعويض وإسقاط الأفعال العكسية للتبرير.
6-ظهور أنواع من الاستجابات التعويضية المفرطة مثل الاستياء من النفس, ولوم المجتمع لتحيزه ضدهم ويشعرون بأنهم يعاملون بطريقة غير عادلة فيتجنبون الاتصالات الاجتماعية والتنافس مع الغير والتمركز حول الذات.
7-الشعور بأنهم أقل من الشخص السليم ويتعلقون بالأشياء التي تجرح شعورهم, كما يقومون بتفسير اتجاهات سليمي البنية نحوهم بحيث تتلاءم مع اتجاهاتهم على أنهم أقل من الأسوياء ومنبوذون لوجود الإعاقة لديهم.
8-التعرض لاضطرابات انفعالية وسوء التوافق نتيجة للتنشئة الاجتماعية غير الصحيحة, وفقدان دوافع العمل وإطفاء جذوة الطموح والتطلع إلى غد أفضل والإحساس بالاضطهاد فيميلون إلى الانكماش في علاقاتهم الاجتماعية.

رابعاً: إجراءات التصدي لأثار اتجاهات المجتمع السلبية نحو ذوي الحاجات الخاصة:
 1-فهم الإعاقة من خلال التأثير على أفراد المجتمع وتنويرهم وإقناعهم بأن ذوي الاحتياجات الخاصة فئات فعالة في المجتمع
2-القيام بعملية تكييف وتلاؤم يقوم بها ذو الاحتياجات الخاصة وتغيير مواقفهم تجاه أنفسهم وتجاه إعاقتهم
3-القضاء على الأفكار التقليدية والممارسات والنظرة السلبية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.
4-تبني التشريعات التي تجعل التميز ضدهم أمرا غير قانوني وغير مشروع وإدراج تشريعات الإعاقة على الدستور وكتب القوانين.

خامساً: أهمية معرفة اتجاهات الأفراد ذوي الحاجات الخاصة:
1-تسهم في إنجاح البرامج الخاصة بتعديل السلوك وإعداد برامج التوعية والإرشاد الأسري لذوي الأفراد المعاقين
2-تعرفنا بنوعية الخدمات والتشريعات التي يمكن أن يصدرها المجتمع لصالح فئات الإعاقة المختلفة وذلك ضمن منظومة ما يسمى بالتأهيل المبني على المجتمع المحلي والمتعارف عليها (CBR) (Community- Based Rehabilitation) في سبيل تحقيق مبدأ المساواة وحماية حقوق المعاقين الإنسانية وذلك بمشاركة كافة قطاعات المجتمع المختلفة
3-محاولة تعديل اتجاهات الأفراد السلبية نحو الإعاقة.
4-التثقيف والتوعية لتعديل المفاهيم والاتجاهات عن بعض أنواع الإعاقة وما يرتبط بها من مفاهيم خاطئة

سادساً: دور الإعلام في تغيير اتجاهات المجتمع ذوي الحاجات الخاصة:
1-بلورة خطة عمل وحملات إعلانية توجه إلى المعوقين وأسرهم من جانب والمجتمع من جانب آخر.
2-توفير قنوات اتصال بالمعوقين تخاطب مشكلاتهم وتقديم لهم المعلومات الأساسية التي تسهل لهم التعامل مع الإعاقة وممارسة حياتهم اليومية.
3-تنمية اتجاهات مجتمعية إزاء المعوقين وتهيئة الفرص لهم للمشاركة في أشكال الحياة الاجتماعية.
4-تنقية الأعمال الدرامية ( من مسلسلات وأفلام ومسرحيات) مما تتضمنه في بعض الأحيان من سلبيات تمس المعوقين وتؤثر على إدراك المجتمع لهم

سابعاً: التوصيات التربوية
في ضوء ماأسفرت عنه الدراسات الحالية من نتائج تتضح التوصيات التربوية التالية:
1-توجيه وإرشاد الأطفال العاديين نحو تقبل أقرانهم المتخلفين عقلياً المدمجين معهم بالمدرسة وإعداد البرامج الإرشادية التي تعمل على تغيير الاتجاهات السلبية وتدعيم الاتجاهات الإيجابية نحو هؤلاء الأطفال.
2-الاهتمام بتغيير اتجاهات القائمين على تربية وتعليم المتخلفين عقلياً القابلين للتعلم نحو العمل مع أعضاء تلك الفئة ومساعدتهم على الانخراط في الحياة اليومية ومساعدتهم على تحقيق قدر معقول من التوافق.
3-توعية وتوجيه آباء الأطفال المتخلفين عقلياً نحو القيام بدور إيجابي في برامج الدمج من خلال تدريب أبنائهم هؤلاء في المنزل على أنشطة منزلية هادفة يعممها هؤلاء الأطفال من خلال مواقف البيئة المدرسية مما قد يساهم في دمجهم في المجتمع في مابعد بصورة سليمة ومقبولة.
4-توعية وتوجيه آباء الأطفال العاديين بأهمية الدمج للأخذ بيد الأطفال المتخلفين عقلياً، وضرورة حث أبنائهم على مشاركة أقرانهم المتخلفين عقلياً المدمجين معهم بالمدرسة في الأنشطة المختلفة مما قد يساعدهم على اكتساب السلوك التكيفي،ويسهم في الإقلال من انحرافاتهم السلوكية.
5-ضرورة أن تتضمن برامج إعداد معلمي الفئات الخاصة إعدادهم للقيام بدور فعال في هذا الإطار مع ضرورة عقد الدورات التدريبية لهم أثناء الخدمة بما يسهم في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
6-ضرورة إجراء البحوث والدراسات الأكاديمية المتخصصة للتعرف على أنسب الأساليب التي تظهر فاعلية في تحقيق الأهداف المرجوة في هذا الصدد.

وأخيراً أقول أن الاتجاهات المجتمعية نحو ذوي الحاجات الخاصة تلعب دوراً مهماً على صحته النفسية،سواء كانت هذه الاتجاهات سلبية أم إيجابية،فالفرد ذوي الحاجات الخاصة هو جزء من نسيج هذا المجتمع،وإن النظر إليه على هذا الأساس سوف يؤدي إلى إدماجه وتمتعه بالصحة النفسية،أما النظر إليه سلباً بعدم تقبله وتهميشه فسوف ينعكس سلباً على تكيفه مع ذاته ومع المجتمع المحيط به لذلك فلنحاول جاهدين أن نغير اتجاهات المجتمع نحوهم  من اتجاهات سلبية إلى اتجاهات إيجابية وليكون شعارنا معاً من أجل حماية ذوي الحاجات الخاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق