الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

الدمج integration

الدمج integration




معاق.. معوق. كلمتان يستخدمها العامة في نعت الإنسان الذي يفضل التربويون والأكاديميون تسميته إنساناً ذا احتياجات خاصة. قديماً .. ولظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية كان الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لا يجد إلا مصيراً واحداً.. العزلة، فلا إمكانات لتأهيله وتدريبه ومحاولة علاجه، ولا ثقافة تؤهل للتعامل الصحيح معه. ومع مرور الأيام تغيرت الصورة نحو الأحسن، وربما كان تغيرها بطيئاً في الوقت الذي يتزايد فيه أصحاب هذه الاحتياجات بشكل كبير، فتتزايد أهمية العمل على رعايتهم أولاً، ثم على بحث كيفية جعلهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، على مقاعد الدراسة والتعليم صغاراً.. وفي محافل العمل والإنتاج كباراً. ورغم أن التكافل والرعاية واجب ديني قبل كل شيء إلا أننا يجب أن نعترف بتقصير المجتمع تجاه دعم ومساعدة الجهات الحكومية والأهلية التي نذرت نفسها لهذه الفئات والتي تعمل الكثير بالقليل من الإمكانات. ولعل أهم وأخطر زوايا قضية رعاية هذه الفئة من مجتمع الأطفال هو كيفية دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع، الأمر الذي لن يتأتى إلا بدمجهم في التعليم بطريقة أو بأخرى، فيما أن المحور الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول هو القصور الشديد الذي تعانيه الجهات والجمعيات المسئولة عنهم نتيجة التزايد الكبير في أعدادهم الذي - للأسف - لا يقابله تزايد في الدعم والتبرعات من المواطنين والأفراد. مفهوم الدمج التربوي يمثل دمج المعوقين- بصرياً وسمعياً ونطقياً وحركياً وعقلياً- إحدى الطرائق الحديثة التي يتم بها تقديم أفضل الخدمات التربوية التي يحتاج إليها ذوو الحاجات الخاصة، ويقصد بالدمج تقديم مختلف الخدمات التربوية والتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة في الظروف البيئية العادية التي يحصل فيها أقرانهم من العاديين على الخدمات نفسها، والعمل بقدر الإمكان على عدم عزلهم في أماكن منفصلة. إن مفهوم الدمج في جوهره اجتماعي أخلاقي ضد التصنيف والعزل لأي فرد بسبب إعاقته، ورفض الوصمة الاجتماعية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة

مفهوم الدمج:
هو عبارة عن تهيئة وتوفير البيئة التربوية والتعليمية والإجتماعية المناسبة وذلك لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس العادية مع أقرانهم الغير معاقين من خلال توفير بيئة طبيعية أو معدلة قدر الإمكان تزيد من التفاعل الإجتماعي والقبول المتبادل بينهم مع وجود خدمات التربية الخاصة. 
أهمية الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة :

1- يساعد الدمج في تكوين الاتجاهات الايجابية وتعديل الاتجاهات السلبية
والنظرة الدونية لدى الناس بشكل عام والأسرة والمعلمين والطلبة بشكل خاص .

2- يساعد الدمج على رفع المعاناة عن أسرة الطفل ذو الحاجة الخاصة كونه في مدرسة عادية .

3-يتيح الدمج فرصة مناسبة لتبادل المعلومات والخبرات بين أهالي الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة وأهالي الأطفال العاديين .

4-الدمج يحقق مبدأ المساواة بين التلاميذ على اختلاف فئاتهم .

5-يساهم برنامج الدمج في إدخال مهارات وأساليب مدرسي التربية الخاصة إلى المدرسة العادية والاستفادة منها .
6-يساعد الدمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة على الانخراط في الحياة الاجتماعية والتفاعل مع الأشخاص الآخرين

7- يساعد الدمج على إتاحة الفرصة للطلاب العاديين على التعرف على الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة والإحساس بهم وبمشكلاتهم ومساعدتهم  

8-من الناحية الاقتصادية يعتبر دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية أقل تكلفة مما لو وضعوا في مدارس خاصة 

أنواع الدمج:
*
الدمج المكاني:
وهو اشتراك مؤسسه التربية الخاصة مع مدارس التربية ألعامه بالبناء المدرسي فقط ينما تكون لكل مدرسه خططها الدراسية الخاصة وأساليب تدريب وهيئه تعليمية خاصة بها وممكن ان تكون الاداره موحده.

*الدمج التعليمي :
إشراك الطلاب المعوقين مع الطلاب الغير معوقين قي مدرسه واحده تشرف عليها نفس الهيئة التعليمية وضمن البرنامج المدرسي مع وجود اختلاف في المناهج المعتمدة في بعض الأحيان .
يتضمن البرنامج التعليمي صف عادي و صف خاص وغرفة مصادر.

*الدمج الاجتماعي :
التحاق الاطغال المعوقين بالصفوف ألعامه بالا نشطه المدرسية المختلفه كالرحلات والرياضة وحصص الفن والموسيقى والأنشطة الاجتماعية الأخرى .

*الدمج المجتمعي :
إعطاء الفرص للمعوقين للاندماج في مختلف أنشطة وفعاليات المجتمع وتسهيل مهمتهم في ان بكونا أعضاء فاعلين ويضمن لهم حق العمل باستقلاليه وحرية التنقل والتمتع بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات .

سنكتفي بالتحدث عن الدمج الأكاديمي (التعليم)
الدمج المدرسي
هو عملية تهدف إلى تحقيق الدمج الاجتماعي
والتعليمي للأطفال المعاقين وتمكينهم من الالتحاق بالمدارس
ورياض الأطفال العادية مع غيرهم من الأطفال غير المعاقين،
مما يوفر لهم بيئة تربوية ومعيشية أقرب ما تكون إلى البيئة الطبيعية.

آلية الدمج المدرسي

هناك بعض الخطوات التي تساعد على إنجاح عملية الدمج
المدرسي للطفل المعاق، والتي تهدف إلى إعداد الأسرة والطفل والمدرسة
وتهيئتهم لعملية الدمج المدرسي، ومن هذه الخطوات:

*
تهيئة المدرسة للدمج من خلال زيارة مسؤولي التأهيل
للمدرسة والتحدث مع الإدارة والهيئة التدريسية وشرح أهمية عملية الدمج.

*
إعلام أهل الطفل بمواعيد التسجيل في المدرسة وتحضيرهم لزيارة المدرسة.

*
إرشاد الأهل إلى ضرورة اصطحاب الطفل المعاق إلى المدرسة
في الأيام الأولى إلى أن يتعود الذهاب إلى المدرسة وحده
أو برفقة أبناء الجيران أو الاتفاق مع واسطة نقل لنقله يوميًا إلى المدرسة.

*
شرح مختصي التأهيل للمدرسين حالة الطفل المعاق
وما يستطيع فعله، وكيف يتواصل مع الآخرين،
والصعوبات التي يواجهها، والأدوية التي يأخذها في أثناء وجوده في المدرسة
ومواعيدها، وكيف يذهب إلى دورة المياه مثلاً، وكيف يتناول طعامه،
وأية ملاحظات أخرى.

*
قيام المدرس، بمساعدة من مختصي التأهيل،
بتهيئة طلاب الصف لاستقبال الطالب المعاق
وتخصيص أوقات معينة يقوم فيها الطلبة بمساعدة الطالب المعاق.

*
قيام المدرس بإطلاع أسرة الطفل المعاق على واجباته المدرسية،
وضرورة تعليمه في المنزل من قبل أفراد الأسرة أو الجيران
أو متطوعين من المجتمع المحلي.

*
تأكد مختصي التأهيل من الطريقة التي يعامل بها المدرسون
والطلبة الطفل المعاق، ومن مشاركته في جميع الأنشطة المدرسية
بما يتناسب مع قدراته.

*
قد يحتاج المدرس إلى مساعدة في أثناء الدرس،
ومن الممكن الطلب من أحد الوالدين المساعدة في أثناء الدوام المدرسي.
وينبغي تشجيع الأهل على متابعة طفلهم في المدرسة بانتظام.

*
التعاون مع المرشد الاجتماعي في المدرسة، إن وجد،
لتسهيل تقبل الطلبة للطفل المعاق من خلال إجراء أنشطة ونقاشات ملائمة.

*
طرح موضوع الدمج المدرسي للأطفال المعاقين
في اجتماعات مجلس الآباء والأمهات، والشرح لأولياء الأمور،
أهمية انتظام الطفل المعاق في المدرسة وكسب تعاونهم
لتيسير تقبل أبنائهم للطفل المعاق.

مشكلات عملية الدمج

هناك الكثير من المشكلات التي غالبًا ما تصاحب عملية الدمج.
من المهم إدراك هذه المشكلات، وتفهم الأسباب التي تقف من ورائها
وذلك للعمل على تجاوز كل مشكلة
وحلها بالطريقة التي تناسبها وبما يتماشى مع مصالح الطفل
ومن أكثر المشكلات انتشارًا

*
عدم قدرة بعض الأطفال المعاقين على الوصول إلى المدرسة
بأنفسهم بسبب الإعاقة أو لبعد موقع المدرسة.

*
رفض المدارس العادية قبول الأطفال المعاقين أو بعض أنواع الإعاقات خشية
عدم القدرة على التعامل معهم، وتحمل مسؤوليتهم، أو بحجة إثارة الإزعاج للآخرين.

*
عدم كفاية النصيحة أو المشورة المقدمة للأهل فيما يتعلق بعملية الدمج
وما يرتبط بها. فالكثير من الأهالي لا يتلقون التوجيه اللازم لإيجاد مكان مناسب لأبنائهم.

*
المعاملة غير المرضية للأطفال المعاقين في المدرسة العادية، كإهمالهم وتجاهلهم.

*
عدم جاهزية النظام التعليمي العادي من حيث تصميم وتخطيط المدرسة
والأدوات والوسائل الضرورية للمعاقين، وعدم وجود التسهيلات البنيوية
اللازمة لهم داخل المدرسة.

*
عدم توفر معرفة كافية لدى المدرسين حول كيفية التعامل
والتكيف مع الأطفال المعاقين.

*
إساءة بعض الأطفال العاديين السلوك نحو الأطفال المعاقين في المدرسة،
مثل ضربهم أو الاستهزاء بهم.

*
أحيانًا، تقلق السلوكيات التي يصدرها بعض الأطفال المعاقين الأسرة
والمجتمع. من هذه السلوكيات: الثرثرة، وإبداء تعبيرات غريبة على الوجه، وما إلى ذلك.


أهداف الدمج:
1-     تمكن الأطفال ذوي الإعاقة من محاكاة وتقليد سلوك أقرانهم من الغير معاقين خاصة السلوكيات المرغوب فيها إجتماعيا، ويعمل على زيادة التقبل الإجتماعي لذوي الإعاقة من قبل قرنائهم الغير معاقين.
2- توفير بيئة إجتماعيه يتمكن فيها الأطفال الغير معاقين من معرفه نقاط القوى والضعف عند الأطفال ذوي الإعاقة مما يؤدى إلى التخلص من أي مفاهيم قد تكون موجودة لديهم بصورة خاطئة.
3- العمل على إيجاد بيئة واقعية للأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون فيها إلى خبرات متنوعه تمكنهم من تكوين مفاهيم صحيحه واقعيه عن العالم الذى يعيشون فيه، وتزيد من تقبلهم لهذا المجتمع وأعضاؤه. 
4-تهيئة بيئة تعليميه تشجع على التنافس الأكاديمى بين جميع الأطفال، مما يسهم فى رفع مستوى الأداء الأكاديمى للمعاقين.
5- إتاحة الفرص للأطفال ذوي الإعاقة لإستخدام نفس المصادر والموارد المتاحه للغير معاقين والإشتراك معهم فى كافة الأنشطة التى يمارسونها، ويزيد من فرص الإشتراك فيها، والإعتماد على أنفسهم.
6- إتاحة الفرص لتعديل أساليب التعلم، وتطويع الخدمات التربوية المقدمه للأطفال لتلائم وتناسب الأطفال ذوي الإعاقة داخل نفس المسار التعليمى.
7-زيادة فرص التعاون بين معلمي التربية العامة والتربية الخاصة، وأولياء الأمور بما يسهم فى تحقيق تعليم فعال لجميع الأطفال خاصة ذوي الإعاقة

- مشاكل الدمج :
1-مشكلة عدم القدرة على توفير أخصائى تربية خاصة فى المدارس العادية، ويعنى ذلك أنه من الصعب توفير مدرس تربية خاصة وغرفة مصادر.
2-مشكلة عدم تقبل إدارة المدرسة العادية والعاملين فيها لفكرة الدمج.
3- قد يفقد الطفل من ذوي الإعاقة الإهتمام الفردي الذي يحصل عادة في المدارس الخاصة وفي الصفوف الخاصة.
4- قد يصاب الطفل من ذوى الإعاقة بالإحباط إذا ما تعرض لضغوط من أسرته لتحصيل أدائه ومستواه ومساواته مع أقرانه الغير معاقين فى الصف العادى.

العوامل التي تساعد على نجاح عملية الدمج
لنجاح عملية دمج الأطفال المعاقين لابد أن تتوافر عوامل تساعد في نجاح عملية الدمج، وتذكر الدكتورة فوزية أخضر أهم العوامل التي تساعد في نجاح عملية الدمج وهي:
1) 
مرونة وتقبل معلم الفصل العادي للتلميذ المعوق.
2) 
تقبل تلاميذ الفصل للتلميذ المعوق وتفاعلهم معه.
3) 
توافر المهارات الاجتماعية لدى التلميذ المعوق.
4) 
التحصيل الأكاديمي لدى التلميذ المعوق.
5) 
النظرة الإيجابية لدى التلميذ المعوق على نفسه.
6) 
استقلالية واعتماد التلميذ المعوق على نفسه.
7) 
اتجاهات الأسرة الإيجابية وتقبلها لطفلها المعوق.
8) 
الدافعة العامة لدى الطفل المعوق.
9) 
توفر المستلزمات والتجهيزات اللازمة للطفل المعاق.

الدراسات التي أجريت حول موضوع الدمج:
هناك العديد من الدراسات التي ظهرت حول هذا الموضوع منه:
دراسة زقلر وهامبيلتون (Zigler & Hambleton , 1979) والتي هدفت إلى دراسة فعالية برنامج دمج الأطفال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة في المدرسة العادية الابتدائية , حيث تم دمج صفين من صفوف الأطفال المعاقين عقليا على شكل صفوف خاصة ملحقة بالمدرسة العادية , حيث لوحظ أداء الأطفال العاديين والمعوقين قبل وبعد إجراء الدراسة , وأشارت النتائج إلى المواقف الايجابية للطلبة العاديين نحو الطلبه المعوقين عقليا والمتمثلة في الابتعاد عن العدوان اللفظي , بل أظهرت النتائج أيضا نموا متزايدا في التفاعل الاجتماعي للطلبة المعوقين عقليا , مقارنة مع الأطفال الذين لم يلتحقوا ببرامج الدمج وبقوا في مراكز التربية الخاصة النهارية .
وفي دراسة أخرى آجراها ستيفنز وبراون (Stephens & Braun , 1980) هدفت إلى قياس اتجاهات معلمي الصفوف العادية نحو الأطفال المعوقين , وشملت العينة 1430 معلما ومعلمة , وقد تم التعرف إلى اتجاهات معلمي الصفوف العادية نحو الأطفال المعوقين باستخدام مقياس مؤلف من 20 فقرة , وأشارت النتائج إلى 61% من المعلمين يريدون دمج الطلبة المعوقين في الصفوف العادية , في حين أشارات النتائج إلى أن 39% من المعلمين يرفضون فكرة الدمج .
كما أجرى ستين باك وزملائه (Stain back et al , 1985 ) دراسة هدفت إلى دراسة فعالية برامج الدمج , ومدى نجاحها , حيث أشاروا إلى أن نجاح برامج دمج الأطفال المعوقين إعاقة بسيطة ممكن أن يعتمد على تمكن معلمي المدرسة العادية من تعديل أساليب تدريسهم بحيث تخدم حاجات الأطفال المعوقين , وان أسباب فشل برامج الدمج تكمن في صعوبة تعديل المعلمين لأساليب تدريسهم . ) .

التجارب الدولية في مجال الدمج:
تجربة الدمج في الولايات المتحدة الأمريكية
تجربة الدمج في الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الرائدة في تطبيق فكرة الدمج بأشكالها المختلفة , وخاصة بعد ظهور القانون العام رقم 94/142 المعروف باسم التربية لكل الأطفال المعوقين وتعديلاته حيث أصبح يعرف باسم قانون التربية لكل الأطفال , حيث نادت تلك القوانين بضرورة توفير الفرص التربوية لكل طفل من الأطفال غير العاديين واشترطت حصول مراكز التربية الخاصة على دعم الولاية والحكومة الفدرالية على الدعم المالي لها بضرورة توفير تلك الفرص التربوية المناسبة , وفي اقل البيئات التربوية تقييدا , وعلى ذلك يشير راسو (Rasso , 1974 ) في دراسة له التحاق نوع جديد من الطلبة في المدارس العادية نتيجة لتطبيق القانون المذكور , ففي ولاية بنسلفانيا وبناء على قرار المحكمة فيجب تعليم كل الأطفال المعوقين عقليا في المدارس العادية , وفي ولاية كولومبيا فيجب أن يتعلم كل الأطفال المعوقين في المدارس العادية , حيث يتيح مثل هذا التطبيق لفكرة الدمج توفير الفرص التربوية للأطفال المعوقين حيث لا يتلقى 50% منهم التعليم المناسب , في حين أن فكرة الدمج توفر فرص التعليم لثلاثة ملايين ونصف من الأطفال المعوقين حيث يبلغ عدد الأطفال المعوقين في الولايات المتحدة الأمريكية سبعة ملايين طفل , وتعتبر تجربة ولاية كاليفورنيا من التجارب المشهورة في تطبيق فكرة الدمج للأطفال المعاقين حركيا , حيث صممت هذه المدرسة لتطبيق فكرة دمج الأطفال المعاقين حركيا مع العاديين إذ التحق بهذه المدرسة 330 طالب من العاديين و96 من المعاقين حركيا ويشرف عليهم عشرة مدرسين للطلبة العاديين وثمانية مدرسين للمعاقين حركيا , وقد توفرت في هذه المدرسة الأدوات والوسائل اللازمة لإنجاح فكرة الدمج مثل أجهزة خاصة بالمفاصل , ممرات مشي وغيرها .

تجربة الدمج في بريطانيا:
بدا الاهتمام بفكرة الدمج في بريطانيا منذ بداية السبعينات من هذا القرن حيث تم اخذ فئات ذوي الاحتياجات الخاصة بعين الاعتبار عند التخطيط للبرامج التعليمية, وعلى ضوء ذلك طلبت الحكومة البريطانية من السيدة ورانك (Mary Warnock , 1974 ) رئاسة لجنة تهدف إلى دراسة أوضاع المعوقين في بريطانيا واسكوتلاند , وويلز , وخاصة من حيث ميدان التربية الخاصة
, وتصنيف فئة التربية الخاصة , ومفهوم الدمج بأشكاله مكاني , اجتماعي , وظيفي كما هدفت اللجنة لدراسة أوضاع المدارس الخاصة وزيادة المدى العمري لبقاء الفرد في المدرسة الخاصة حتى العمر 19 وكذلك دراسة مراكز المصادر , والتربية المبكرة , والاهتمام بالقياس والتقويم , وكذلك الاهتمام بموضوع تدريب المعلمين , وقد ظهر ذلك الاهتمام بالتقرير المعروف باسم ( The Warnock Report ) والذي نشر في عام 1978 وقد أخذت الحكومة البريطانية بهذا التقرير ودرست قومياته , وبناء على ذلك ظهر قانون التربية الخاصة في بريطانيا عام 1981 والذي أطلق مصطلح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بدلا من مصطلح الأطفال المعوقين , كما نادى بضرورة دمج الطلبة ذوي الحاجات الخاصة في المدرسة العادية في الصفوف الخاصة , أو في الصفوف العادية إذا كانت قدراتهم تسمح بذلك , والا فان المراكز الخاصة هي المكان المناسب لبقية تلك الحالات وخاصة الحالات المتوسطة والشديدة .

تجربة دولة الصين
طبقت الصين تجربة الدمج الأكاديمي والدمج الاجتماعي فيها , حيث عملت على دمج فئات الأطفال المعاقين عقليا وحركيا , حيث يلتحق الطلبة المعاقين عقليا في صفوف المرحلة الابتدائية وخاصة ذوي الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة , كما يتم دمج الأطفال المعاقين عقليا وحركيا في المدرسة حيث تتوفر لهم التسهيلات المناسبة . كما تم تطبيق فكرة الدمج الاجتماعي في مجال السكن والعمل لفئة الأفراد المعاقين عقليا , حيث يعيش المعاقين عقليا مع جيرانهم من العاديين في نفس المناطق السكنية ويزاولون الأعمال الزراعية يوميا , وذلك بعد إعدادهم مهنيا لذلك . (الروسان , 1998) .

الدمج في المملكة العربية السعودية
أخذت وزارة التربية والتعليم السعودية على عاتقها تطبيق المادة (54-57) من مواد سياسة التعليم في المملكة . والتي تنص على أن تعليم المتفوقين والمعوقين هو جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي في المملكة وإيمانا من المسؤولين في وزارة المعارف في أهمية الدمج كخطوة رائدة في تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة , وردا منهم بان نسبة هؤلاء الأطفال لا يقل عن 20% من تلاميذ المدارس العادية . فقد وظفت هذه الوزارة من ضمن استراتيجياتها للتربية الخاصة عددا من المحاور التي تركز على أهمية الدمج كأحد أنماط الخدمة التربوية الهامة والضرورية للعديد من ذوي الاحتياجات الخاصة

: تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال غير العاديين وذلك من خلال الإجراءات التالية-1

:• استمرار التوسع في استحداث برامج الفصول الملحقة بالمدرسة العادية وهي نوعان
الأول : فصول يتحقق من خلالها تطبيق مناهج معاهد التربية الخاصة مثل فصول الاطفال القابلين للتعلم من المعاقين عقليا وفصول الأطفال الصم
الثاني : فصول يتحقق من خلالها تطبيق مناهج المدارس العادية مثل فصول الأطفال ضعاف السمع
التوظيف والاستفادة من الأساليب التربوية الحديثة , مثل استخدام برامج غرف المصادر , وبرامج المعلم المتجول , وبرامج المعلم المستشار وبرامج المتابعة في التربية الخاصة وذلك لتحقيق مطلبين تربويين أساسيين:

الأول : إيصال خدمات التربية الخاصة لأولئك الأطفال غير العاديين الذين يلتحقون بالمدارس العادية ويستفيدون من خدماتها التربوية مثل : فئة الموهوبون , ذوي صعوبات التعلم , المعوقين جسميا وحركيا , ضعاف البصر , المضطربين تواصليا .
الثاني : تقديم خدمات التربية الخاصة في المدارس العادية لبعض الفئات التي تدرس – تقليديا في معاهد التربية الخاصة أو برامج الفصول الملحقة في المدارس العادية مثل فئة المكفوفين وفئة ضعاف السمع
.
 توسيع نطاق دور معاهد التربية الخاصة بالوزارة, حيث تضطلع بمهام وادوار أخرى إضافية مستقبلية منها
 استحداث برامج متخصصة في هذه المعاهد لرعاية وتربية الأطفال متعددي الإعاقة وغيرهم من الذين يصعب على المدارس العادية استيعابهم .
إضافة مهام جديدة إلى هذه المعاهد مثل أن تكون مراكز معلومات وخدمات مساندة تقوم بتزويد برامج التربية الخاصة في المدارس العادية بالخبرات أو المعلومات أو الأساليب والوسائل والمواد والأدوات التعليمية لتمكين هذه البرامج من أداء أدوارها على أكمل وجه .
 تفعيل دور هذه المعاهد لتكون مراكز تدريب يتم من خلالها إقامة الدورات التدريبية المتخصصة للمعلمين والمشرفين التربويين والإداريين الذين هم على راس العمل


تجربة وزارة التربية والتعليم الأردنية:
قد بدأت أول تجربة للدمج في مدارس وزارة التربية والتعليم في عام 8384 في مدرسة من مدارس ضواحي عمان في المرحلة الابتدائية حيث تم دمج 12 طالب من الصم في تلك المدرة التي بلغ عدد طلابها 280 طالبا , حيث تم اختيار تلك المدرسة لعدد من الأسباب أهمها قرب المدرسة من احد مراكز التربية الخاصة للمعاقين سمعيا واستعدادات المدرسة لتطبيق فكرة الدمج وتوفر البناء المدرسي المناسب وتوفر الخدمات التربوية , وتعاون مجلس الآباء والمعلمين لإنجاح التجربة , وقد تم تهيئة الطلبة العاديين للتعاون حيث عرض عليهم أفلام من الإعاقة السمعية ثم ترتيب زيارات متبادلة بين الطلبة العاديين والصم , كما قام المرشد التربوي في تلك المدرسة بتوعية الطلبة لأهداف وخطة تجربة الدمج وتم تنفيذ التجربة وفق خطوات منها وضع الأطفال الصم في صف خاص بالصم , ثم التحاق الطلبة الصم في الصفوف العادية لبعض الوقت , ثم التحاق الطلبة في الصف العادي لبعض الوقت في حين يمضي الطالب الأصم بقية الوقت في الصف الخاص وأخيرا تم دمج الطلبة الصم في الصف العادي طوال الوقت .
أما التجربة الثانية في مجال الدمج كانت في عام 83-84 حيث عملت مدرسة نائلة زوجة عثمان بالتعاون مع قسم الإرشاد في وزارة التربية على رفع المستوى ألتحصيلي للطلبة , حيث تراوح عدد الطلبة الضعاف تحصيلي ما بين 5-15 طالبا في كل شعبة من مجموع 26 شعبة في تلك المدرسة , قد استمرت التجربة من 20 يوما , واستخدمت فيها أساليب التعليم الفردي وحصص التقوية والزيارات الأسرية , وأشارت النتائج إلى نجاح تلك التجربة لعدد من الأسباب أهمها تعاون إدارة المدرسة ومجلس المعلمات والأمهات في تنفيذ تلك التجربة .
أما التجربة الثالثة بدأت عام 87 على شكل فتح الصفوف الخاصة في المدارس العادية للطلبة بطيئي التعلم وذوي صعوبات التعلم.
وفي فترة التسعينات من هذا القرن (1991) تم افتتاح أربعة صفوف خاصة استفاد منها 90 طالبا وطالبة في مدارس وزارة 

 التربية والتعليم , وفي السنوات التالية زاد عدد الصفوف الخاصة بشكل ملحوظ


أمنية
هي ليست أمنية صعبة التحقيق والمنال، ولكنها تحتاج إلى تكاتف الجهود من قبل الجميع، إنها أمنية أن تتحقق عملية الدمج في مجتمعاتنا على أوسع نطاق ممكن وفي مختلف الميادين نظراً لما ستحققه من انعكاسات طيبة تعود بالفائدة على الأشخاص من ذوي الإعاقة وغير المعاقين، ونظراً لما ستترك من آثار إيجابية على زيادة الوعي العام بعيداً عن الأفكار السلبية والمسبقة تجاه فئة مهمة من فئات المجتمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق